سورة الصافات - تفسير تفسير الخازن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الصافات)


        


{فإنكم} يعني يا أهل مكة {وما تعبد ون} أي من الأصنام {ما أنتم عليه} أي على ما تعبد ون {بفاتنين} أي بمضلين أحداً {إلا من هو صال الجحيم} أي إلا من سبق له في علم الله تعالى الشقاوة وأنه سيدخل النار.
قوله تعالى إخباراً عن حال الملائكة {وما منا إلا له مقام معلوم} يعني أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم وما منا معشر الملائكة ملك إلا له مقام معلوم يعبد ربه فيه. وقال ابن عباس ما في السموات موضع شبر إلا وعليه ملك يصلي أو يسبح. وروى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أطت السماء وحق لها أن تئط والذي نفسي بيده ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته لله ساجداً» أخرجه الترمذي. وهو طرف من حديث قيل الأطيط أصوات الأقتاب وقيل أصوات الإبل وحنينها ومعنى الحديث ما في السماء من الملائكة قد أثقلها حتى أطت وهذا مثل مؤذن بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثم أطيط وقيل معنى إلا له مقام معلوم أي في القرب والمشاهدة وقيل يعبد الله على مقامات مختلفة كالخوف والرجاء والمحبة والرضا {وإنا لنحن الصافون} يعني الملائكة صفوا أقدامهم في عبادة الله تعالى كصفوف الناس في الصلاة في الأرض {وإنا لنحن المسبحون} أي المصلون لله تعالى وقيل المنزهون لله تعالى عن كل سوء يخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يعبد ون الله بالصلاة والتسبيح وأنهم ليسوا بمعبودين كما زعمت الكفار قوله عز وجل: {وإن كانوا ليقولون} يعني كفار مكة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم {لو أن عندنا ذكراً من الأولين} يعني كتاباً مثل كتاب الأولين {لكنا عباد الله المخلصين} أي لأخلصنا العبادة لله {فكفروا به} أي فلما أتاهم الكتاب كفروا به {فسوف يعلمون} فيه تهديد لهم قوله عز وجل: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} يعني تقدم وعدنا لعبادنا المرسلين بنصرهم.


{إنهم لهم المنصورون} أي بالحجة البالغة {وإن جندنا} أي حزبنا المؤمنين {لهم الغالبون} أي لهم النصرة في العاقبة {فتول} أي أعرض {عنهم حتى حين} قال ابن عباس يعني الموت وقيل إلى يوم بدر وقيل حتى آمرك بالقتال وهذه الآية منسوخة بآية القتال وقيل إلى أن يأتيهم العذاب {وأبصرهم} أي إذا نزل بهم العذاب {فسوف يبصرون} أي ذلك فعند ذلك قالوا متى هذا العذاب قال الله عز وجل: {أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل} يعني العذاب {بساحتهم} أي بحضرتهم وقيل بفنائهم {فساء صباح المنذرين} أي فبئس صباح الكافرين الذين أنذروا العذاب.
(ق) عن أنس رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر فلما دخل القرية قال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا أنزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قالها ثلاث مرات» ثم كرر ذكر ما تقدم تأكيداً لوعيد العذاب فقال تعالى: {وتولى عنهم حتى حين} وقيل المراد من الآية الأولى ذكر أحوالهم في الدنيا وهذه ذكر أحوالهم في الآخرة فعلى هذا القول يزول التكرار {وأبصر} أي العذاب إذا نزل بهم {فسوف يبصرون} ثم نزه نفسه فقال تعالى: {سبحان ربك رب العزة} أي الغلبة والقدرة وفيه إشارة إلى كمال القدرة وأنه القادر على جميع الحوادث {عما يصفون} أي عن اتخاذ الشركاء والأولاد {وسلام على المرسلين} أي الذين بلغوا عن الله عز وجل التوحيد والشرائع لأن أعلى مراتب البشر أن يكون كاملاً في نفسه مكملاً لغيره وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فلا جرم يجب على كل أحد الاقتداء بهم والاهتداء بهداهم {والحمد لله رب العالمين} أي على هلاك الأعداء ونصرة الأنبياء وقيل الغرض من ذلك تعليم المؤمنين أن يقولوه ولا يخلوا به ولا يغفلوا عنه لما روي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: «من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام من مجلسه سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين» والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7